العراق: سليماني أطلق كلمة السر للميليشيات الشيعية لإحراق الأعظمية


.facebook_1431624102662.jpg

بغداد ـ علي البغدادي

لم يكن عبور الجنرال قاسم سليماني قائد قوة القدس في الحرس الثوري الايراني من منطقة الاعظمية الى الكاظمية للمشاركة في احياء ذكرى وفاة الامام موسى الكاظم، سوى ضوء اخضر للميليشيات الشيعية التي يشرف عليها لشن اعمال حرق ونهب روعت المدنيين في معقل العرب السنة في بغداد وأثارت المخاوف من فتنة مذهبية سعى القادة العراقيون الى اخمادها وتطويق آثارها المدمرة.

ولم يكن غريبا ان تستثمر الميليشيات الشيعية المسلحة جموع الزائرين الى الكاظمية لتنفيذ حملة ترويع منظمة في المدينة التي تحظى بمكانة معنوية وروحية عند العرب السنة كونها تضم مرقد الامام ابو حنيفة النعمان الذي يعتبر مرجع تقليد لاغلب سنة العراق وعددا من الدول الاسلامية. فالتعبئة الاعلامية والتحريض بالقنوات الممولة من ايران واغلبها مملوكة للميليشيات التي رافقت اجواء الزيارة كانت تشي بحصول اعمال انتقامية ضد من تعتبرهم «حواضن» لتنظيم «داعش« الذي يسيطر على اجزاء واسعة من البلاد.

ويبدو ان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي يدرك اكثر من غيره ان تسخين الجبهة الداخلية من خلال فرض الميليشيات الشيعية المسلحة لاجندتها ورؤيتها العنفية على الواقع العراقي تستهدفه شخصيا اكثر من غيره وتهدف الى افشال حكومته التي تحظى حتى الان بدعم الساسة السنة واظهاره بمظهر الضعيف غير القادر على مسك الاوضاع وهو امر يروق لمنافسه نوري المالكي الذي يملك تأثيرا على بعض الفصائل المسلحة.

ومع ان الحكومة العراقية حاولت اظهار حزمها بالتعامل مع من وصفتهم بـ «المندسين ممن افتعلوا فتنة الاعظمية»، الا ان الواقع كان مختلفا حيث اكتفت القوات الامنية بالتفرج على قيام عناصر تابعة للحشد الشعبي بحرق مقار حكومية وتهديدها بمهاجمة مسجد الامام ابو حنيفة، فيما لم يصدر اي رد فعل من مرجعيات شيعية باستثناء تنديد السيد مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري بما جرى في المدينة.

ورغم ان هدوءا حذرا يسود المدينة التي عاش سكانها ليلة ثقيلة ومرعبة لن ينسوها ابدا، الا ان ما جرى سيعزز الانقسام المجتمعي والاضطراب الامني والشعور بالاقصاء والتهميش الامر الذي سيعجل في اقناع المترددين حتى الان بقبول مشروع الاقليم السني وخصوصا مع وجود تحركات يقوم بها ساسة سنة بارزون على اكثر من مسار اقليمي او دولي لتحقيق الحماية للسنة وتسليحهم بما يمكنهم من طرد تنظيم «داعش« من مناطقهم ويحفظ وجودهم.

وترى مصادر سياسية مطلعة ان تواجد الجنرال قاسم سليماني قائد قوة القدس الايراني في بغداد وبين حشود الزائرين الشيعة المتجهين الى الكاظمية لم يكن صدفة.

وذكرت المصادر في تصريح لصحيفة «المستقبل« ان «عبور سليماني من منطقة الاعظمية الى الكاظمية كان كلمة السر للميليشيات الشيعية لمهاجمة الاعظمية بعد فبركة اشاعة وجود احزمة ناسفة او انتحاريين لتعبئة اكبر عدد ممكن من الغاضبين والتغطية على المخطط الذي نفذته عناصر من كتائب حزب الله العراقي وعصائب اهل الحق وكتائب الامام علي وهي التي يشرف عليها سليماني«.

واوضحت المصادر ان «خطة الهجوم كانت تهدف الى استفزاز سكان الاعظمية بمهاجمة المقار الحكومية ومنازلهم للرد ومن ثم شن هجوم شامل لتهجير اهلها بدعوى وجود عناصر من تنظيم داعش، الا ان ضبط النفس وسرعة تواجد القوات الخاصة التابعة لرئيس الوزراء العراقي احبط المخطط المدعوم من ايران«، مشيرة الى ان «القيادات السياسية السنية سارعت الى تطويق الازمة بعد الاتصال برئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الذي كان غاضبا جدا مما حدث وارسل قواته الخاصة لمنع اقتحام مسجد الامام ابو حنيفة النعمان وحرقه«.

ولفتت المصادر الى ان «ما جرى في الاعظمية كان رسالة للعبادي من ايران وسليماني وخلفهما رئيس الوزراء السابق نوري المالكي بقدرة الميليشيات على ارباك الاوضاع وافشال اي خطة امنية لا يتم اشراكها بها ومحاولة للي ذراع الحكومة من اجل منحها صلاحيات اوسع في قيادة الامن ببغداد وهو ما يرفضه العبادي حتى الان وان كان يدعم الحشد الشعبي لدوره في قتال تنظيم داعش»، مؤكدة ان «الهجوم على الاعظمية يحمل رسالة ايرانية صريحة الى الدول العربية وخصوصا دول الخليج بقدرتها على تهديد العرب السنة وانهاء وجودهم في بغداد«.

ونوهت المصادر الى ان «ما جرى في الاعظمية سيعزز من مطالب تشكيل الاقليم السني الذي يدعو اليه بعض الشخصيات السنية والاحزاب السياسية التي ترى فيه حلا للخروج من الازمة الراهنة التي يمر بها العراق«.

في غضون ذلك، اعلنت قيادة عمليات بغداد عن اعتقال 15 شخصا على خلفية احداث منطقة الاعظمية.

وقال قائد العمليات الفريق الركن عبد الأمير الشمري في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس ديوان الوقف الشيعي علاء الموسوي إن «شائعات انطلقت في مناطق متفرقة بساحة عدن وساحة محمد الجواد والعطيفية وفي ذات المنطقة التي وقعت فيها حادثة حرق هيئة ادارة استثمار الوقف السني ما ادى الى حصول تدافع تمت السيطرة عليه»، مشيرا إلى أنه «فوجئنا بعد ذلك بمحاولة بعض المندسين باقتحام هيئة ادارة استثمار الوقف السني واعتلاء البعض الاسطح المجاورة وحرق خمسة من الدور والعجلات«.

وأفاد مصدر في وزارة الداخلية العراقية امس بأن القوات الأمنية انتشرت بشكل مكثف في مدينة الاعظمية (شمال بغداد) ومنعت الدخول والخروج من المنطقة حتى إشعار آخر.

واكد شهود اتصلت بهم صحيفة «المستقبل« ان «الهجوم على الاعظمية تم من خلال مجاميع مسلحة منظمة كانت تهتف هتافات طائقية واسفر عن حرق اكثر من 15 دار سكنية واكثر من 20 مركبة خاصة بالاضافة الى سرقة منازل ونهب محال تجارية فضلا عن حرق جامع الشمسي في منطقة قريبة من المقبرة الملكية».

وعلى خلفية الحادث انطلقت ردود افعال غاضبة من اغلب الفعاليات السياسية والدينية السنية وصلت الى حد المطالبة بتدخل دولي لحماية العرب السنة من انتهاكات ميليشيات موالية لايران.

فالحراك الشعبي السني وفي تصريح للناطق باسمه الشيخ محمد طه حمدون اعتبر ان ميليشيات ايران تجاوزت الخط الاحمر، مطالبا بتدخل دولي لحماية السنة وهو ما ذهبت اليه الكتلة النيابية السنية في البرلمان العراقي فيما اكد رئيس الوقف السني محمود الصميدعي أن أحداث منطقة الاعظمية ببغداد كانت مقصودة وتقف وراءها اجندة طائفية تسيء لسمعة الحكومة ووحدة العراقيين.

كما طالب نائب الرئيس العراقي اسامة النجيفي من رئيس الوزراء حيدر العبادي بتسليح ابناء المدينة من خلال «تشكيل فوج من أهالي الأعظمية لحماية مقدساتهم التي انتهكها الخارجون على القانون» متهما «ميليشيات طائفية بالقيام دون وازع من خلق أو ضمير بحرق مبنى استثمار الوقف السني والبيوت القريبة وتحطيم سيارات المواطنين والاعتداء عليهم واطلاق شعارات طائفية وتجاوزات على مذهب يتبعه مئات الملايين من المسلمين«.

ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلْعَٰلَمِين



شاهد ايضا ( مشابه )

مجلس عشائر الجنوب
مجلس عشائر الجنوب المكتب الأعلامي
مجلس عشائر العراق العربية في الجنوب هو تجمع عشائري سياسي مقاوم يجمع رؤساء القبائل والعشائر والأفخاذ وشخصيات ثقافية واجتماعية مناهضة ورافضة ومقاومة للاحتلال الأمريكي الغازي وإفرازاته والتصدي للتدخلات الخارجية بالشؤون الداخلية للعراق وخاصة التدخل الإيراني السافر