قائد الفرقة الاولى وآمر اللواء الاول قتلا بناقلة جند (صديقة).. سيطرة مسلحي تنظيم الدولة الاسلامية على ناظم الثرثار يهدد الكاظمية والعاصمة بغداد بالغرق

  • تعليق

شكلت عملية مقتل قائد الفرقة الاولى حسن عباس طوفان وآمر اللواء الاول فيها العقيد هلال مطر المشهداني خلال المعارك مع مسلحي تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) في حوض الثرثار ليلة أمس (الجمعة) صدمة لحكومة حيدر العبادي لم تكن متوقعة، خاصة وان الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية العميد سعد معن كان قد اعلن قبل الحادث بساعتين ان تعزيزات من الشرطة الاتحادية وقوات عسكرية اخرى قد وصلت الى المكان وان النصر على من اسماهم بـ(الدواعش) بات محسوما.

ونقلت وكالة (العباسية نيوز) من مصادر مطلعة في قيادة عمليات الانبار، ان العميد طوفان أمضى نهار يوم الخميس بكامله في بغداد مشاركا في اجتماعات عقدت في مكتب القائد العام للقوات المسلحة برئاسة الفريق طالب شغاتي رئيس جهاز مكافحة الارهاب والقائم باعمال مدير مكتب القائد العام ولم يعد الى مقره في قاعدة الحبانية الا عصرا وتوجه فورا الى ناظم الثرثار عندما تلقى استغاثة من القوات العسكرية فيه تبلغه بانها محاصرة من قبل مسلحي التنظيم.

 ويشرح اللواء محمد خلف الفهداوي الذي يتولى قيادة عمليات الانبار وكالة بدلا من الفريق قاسم المحمدي الذي اصيب بشظية في رأسه في وقت سابق بمعارك الرمادي وادخل الى المستشفى لتلقي العلاج ان العميد حسن عباس طوفان عندما وصل الى مقربة من ناظم الثرثار أعاد تنظيم قواته تمهيدا لشن هجوم معاكس على مسلحي داعش الذين احتلوا الناظم وحاصروا حوالي 150 عسكريا كانوا يشكلون القوة المكلفة بحمايته، وخلال قيامه بتوزيع المهمات اقتربت منه ناقلة جند اعتقد انها (صديقة) وتحمل أحد رفاقه من القادة العسكريين في المنطقة، فانفجرت عليه وقتلته وأدى انفجارها بعد ان تبين ان احد انتحاريي التنظيم قد استولى عليها، الى مصرع وجرح اكثر من خمسين ضابطا وجنديا من ضمنهم آمر اللواء الاول العقيد هلال مطر المشهداني.

ولم يكشف اللواء الفهداوي الذي نقل مؤخرا الى قيادة عمليات الانبار بعد هروبه من مقر الفرقة الـ(12) التي كان يقودها في منطقة الحويجة في الثالث عشر من حزيران الماضي، كيف تمكن الانتحاري من الاستيلاء على ناقلة الجند التي يستخدمها عادة كبار القادة في تنقلاتهم، في حين أكدت مصادر استخبارية عسكرية بعد فحص بقاياها انها مسروقة من قوات الفرقة التي يطلق عليها تسمية (الذهبية) غنمها مسلحو داعش في معارك سابقة.

 وكان ناظم الثرثاء الذي يتألف من ست بوابات ابعادها 6 ـ 8 أمتار ومنسوب المياه فيه يتراوح من 40 الى 65 مترا وحجم الخزن فيه حاليا بحدود 86 مليار متر مكعب قد أنشأته وزارة الري ايام وزيرها مكرم الطالباني في ربيع العام 1976 وافتتحه نائب رئيس مجلس قيادة الثورة صدام حسين باعتباره من المشاريع الاستراتيجية الكبرى شاركت في تنفيذه كبريات الشركات السوفيتية واليوغسلافية ومؤسسات القطاع العام العراقية.

وقال الخبير المائي الدكتور علوان الدليمي مدير المشروع الاسبق للـ(العباسية نيوز) ان مشروع الثرثار وكان من مشاريع مجلس الاعمار ايام العهد الملكي افتتح في عام 1956 وكان بطاقة استيعابية ضئيلة واقتصر على نقل الفائض المائي من نهر دجلة جنوب سامراء الى الفرات عند انحسار المياه فيه النهر الاخير، ويضيف العلواني ان المشروع الذي افتتحه الرئيس صدام حسين في عام 1976 يعد من المشاريع المائية والاروائية الكبرى في منطقة الشرق الاوسط ولا يضاهيه في الدور والحجم غير مشروع السد العالي في مصر الذي افتتحه الرئيس الراحل جمال عبدالناصر عام 1964.

 واشار الخبير المائي الى ان ميزة ناظم الثرثار تتمثل في قدرته على اعادة كميات هائلة من المياه الى نهري دجلة والفرات كل ما دعت الحاجة الى ذلك اضافة الى استيعاب بحيرته الى 100 مليار متر مكعب من المياه كحد اقصى.

 وفي بغداد تشعر حكومة حيدر العبادي بالقلق من سيطرة مسلحي تنظيم الدولة الاسلامية على ناظم الثرثار، لما يمثله من اهمية بالغة لموقعه الاستراتيجي، وهناك مخاوف من لجوء داعش الى استخدامه كورقة ضغط وتهديد ضدها، وحسب خبراء المياه فان أي عملية تخريب في المشروع ستؤدي لا محالة الى اغراق مدينة الكاظمية وجانبي العاصمة الكرخ والرصافة بالكامل وصولا الى مدن جنوبي بغداد ونزولا الى محافظتي واسط وميسان.

على الصعيد نفسه طالبت قيادة الحشد الشعبي التي تتألف من 48 مليشيا شيعية مسلحة منعت رسميا من المشاركة في معارك الانبار لحساسية سكان المحافظة منها بعد قيامها باعمال سلب ونهب في تكريت، لجنة الامن والدفاع النيابية باستدعاء وزير الدفاع خالد متعب العبيدي والتحقيق معه في مسؤوليته بما أسمته (مجزرة الثرثار) وقال بيان اصدرته قيادة الحشد واطلعت عليه (العباسية نيوز) ان وزير الدفاع يتحمل (حصرا) مسؤولية ما حدث في الثرثار ويجب ادانته ، دون الاشارة الى مسؤولية مكتب القائد العام للقوات المسلحة الذي ترتبط به قيادة عمليات الانبار.

ويعتقد كثير من المراقبين السياسيين في بغداد ان قيادة الحشد الشعبي التي يشرف عليها مستشارون عسكريون ايرانيون، تريد استغلال ما جرى في الثرثار لتصفية حساباتها مع الوزير العبيدي السني الذي يدعم رئيس الحكومة حيدر العبادي في رفضه مشاركة المليشيات الشيعية في العمليات العسكرية التي تشهدها المحافظات السنية العربية.

ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلْعَٰلَمِين



شاهد ايضا ( مشابه )

مجلس عشائر الجنوب
مجلس عشائر الجنوب المكتب الأعلامي
مجلس عشائر العراق العربية في الجنوب هو تجمع عشائري سياسي مقاوم يجمع رؤساء القبائل والعشائر والأفخاذ وشخصيات ثقافية واجتماعية مناهضة ورافضة ومقاومة للاحتلال الأمريكي الغازي وإفرازاته والتصدي للتدخلات الخارجية بالشؤون الداخلية للعراق وخاصة التدخل الإيراني السافر