الشاهد على المقتلة , أو الناجي منها , تختلف الصفة من متحدث الى اخر ولكنها وأن اختلفت , فلا خلاف على المضمون , جميعها تدل على من استطاع مغادرة الموت بركب المصرّين على البقاء والهاربين من الموت بأعجوبة .
ضجّت وسائل الاعلام في اليومين السابقين بأخبار الهجوم الذي شنه تنظيم "الدولة الاسلامية" على150 منتسب من لواء 38 المنتشر في ناظم الثرثار , انتهى بمواجهة القوات الحكومية مع التنظيم لـثماني ساعات مستمرة , ومقتل امر اللواء وامر فوج اللواء بسيارة ملغومة , في ضل هجمة شرسة من خمسة محاور وسيارات مفخخة.
يقول (رياض) أحد عناصر الفوج الثاني المتمركز في الناظم الرئيسي 10 كم عن مكان ناظم الثرثار ان" الطريق كان ملغوما بالكامل حيث يصعب وصول الامدادات برا وما كان بإمكانهم الوصول إلى القوة المحاصرة في التقسيم" , مبينا ان "الدعم الجوي تأخر في الوصول الى العناصر مما استغله التنظيم لصالحه في عمليه أسر وقتل واسعة.
ويضيف (رياض) , صاحب الـ35 عاما من اهالي الديوانية ؛ ان " الناظم ماكان ليسلم الى التنظيم لو ان الامدادات والاسناد الجوي وصلا في الوقت المناسب".
وفي الوقت الذي تتشابك فيه اصابع الاتهامات لكثرة اتجاهاتها , ذهب بعض النواب الحاليين الى المطالبة باقالة وزير الدفاع خالد العبيدي على خلفية واقعة الثرثار , فيما اتهمه اخرون بالتهاون والتقصير تجاه مناشدات القوة المحاصرة التي انتشرت قبل ايام من محاصرتهم .
وقالت النائبة عواطف نعمة "ان وزير الدفاع خالد العبيدي هو من ذبح الجنود في الثرثار كونهم من المكون الشيعي ".
وأضافت نعمة ؛ان "مقتلة سبايكر تكررت من جديد في ناظم الثرثار" ، مبينة ان " الجنود الذين قتلوا طالبوا العبيدي بغطاء جوي منذ أكثر من اسبوعين لكن لم يستجب لهم كونهم شيعة".
واتهمت نعمة العشائر في الفلوجة بقتل الجنود في الثرثار بالتعاون مع الدواعش ، مؤكدة انها " لن تسكت هذه المرة على المجزرة " على حد قولها.
وبينما ذهب برلمانيون الى المطالبة بمنع الوزير من السفر لحين استجوابه , للوقف على حقيقة ما حصل في الثرثار , حزم (رياض) امتعته معلنا العودة لأطفاله بعد يوم باللون الأحمر .