تصاعدت المعارك والهجمات والقصف المتبادل خلال الساعات الماضية في العديد من مناطق التماس بين القوات الحكومية وتنظيم داعش. 
فقد شهدت مدينة سامراء شمالي بغداد تطورات أمنية خطيرة بعد إعلان فرض حظر التجوال حتى إشعار آخر في المدينة عقب عدة هجمات شنها مسلحون على تجمعات القوات الحكومية والميليشيات فيها. 
وتحدث شهود من سكان المدينة أن سامراء شهدت هجمات داخل المدينة بقذائف الهاون وعمليات انتحارية تسببت في سقوط خسائر بشرية، حيث قتل عنصران وأصيب 12 آخرون من الحشد الشعبي في تفجيرات انتحارية وقذائف هاون على مقرات تجمع قوات الحشد الشعبي والميليشيات في سامراء وما حولها. وأكد الشهود أن أصوات الانفجارات وإطلاق النار ما زالت مسموعة في وسط المدينة القديمة مما يدل على أن المعارك مستمرة دون حسم حتى الآن .
وتتمتع مدينة سامراء بأهمية استراتيجية بالغة كونها تضم مراقد مقدسة لدى الشيعة، كما أنها قريبة من تكريت التي تدور فيها معارك مستمرة، لذا انتشرت فيها قوات حكومية مدعومة من ميليشيات شيعية لحمايتها من محاولات تنظيم داعش المتواصلة للسيطرة عليها. 
وفي إطار عمليات القوات الحكومية ضد تنظيم داعش، أعلن قائد عمليات بغداد الفريق الركن عبد الأمير الشمري، عن بدء عملية عسكرية واسعة لتحرير منطقتي النباعي والكسارات شمالي العاصمة بغداد. ونقلت قنوات عراقية صورا عن تحشيد قطعات عسكرية كبيرة تقوم بشن هجوم قرب النباعي. وقال الشمري في تصريح صحافي: إن عملية عسكرية واسعة بدأت، يوم الاثنين، لتحرير منطقتي النباعي والكسارات شمالي بغداد من عصابات داعش الإرهابية، وإن قطعات من الجيش والشرطة الاتحادية والحشد الشعبي تشارك في هذه العملية». كما أعلن الشمري عن قتل 18 «إرهابياً» وإصابة سبعة آخرين وتدمير عجلة تحمل رشاشا ثقيلا في النباعي.
وفي محافظة الأنبار أعلنت وزارة الداخلية انطلاق حملة أمنية واسعة لتحرير قضاء الرطبة أقصى غربي المحافظة .
وذكر بيان للوزارة نقلا عن مصدر أمني في قيادة عمليات الجزيرة والبادية أن «الهدف من الحملة ليس فقط تحرير قضاء الرطبة وانما لتأمين المربع الحدودي الذي يضم ناحية الوليد التي تضم ايضا منفذ الوليد الحدودي».
وأضاف أن العملية تهدف أيضا إلى «تأمين منفذ طريبيل مع الأردن، ومنفذ عرعر مع السعودية، وقضاء الرطبة».
وأكد المصدر أن «السيطرة على قضاء الرطبة يعني تأمين الخط الدولي بالكامل». 
ويذكر أن الطريق الدولي الذي يربط العراق بالأردن وسوريا بعد الرمادي تحت سيطرة تنظيم داعش حاليا الذي يستغله لفرض ضرائب على السيارات المتنقلة بين العراق وتلك البلدان. 
وبدوره أعلن مجلس محافظة الانبار عن صد هجوم لعصابات داعش على قضاء حديثة وقتل 15 منهم وتقدم القطعات العسكرية في منطقة السجارية في الرمادي، كاشفا عن وجود خطة للتقدم نحو قضائي هيت والفلوجة من قبل المتطوعين وأبناء العشائر والقوات الأمنية لتحريرهما .
وقال عضو مجلس المحافظة راجح العيفان في تصريح صحافي إن « القوات الأمنية صدت هجوما لعصابات داعش الإجرامية على قضاء حديثة وقتلت 15 إرهابيا منهم وأحرقت عددا من الآليات التابعة لهم».
وأضاف أن « هناك تقدما كبيرا للقوات الأمنية في منطقة السجارية خلال الساعات الماضية بعد تفكيك الجهد الهندسي للعديد من العبوات الناسفة التي زرعتها عصابات داعش الاجرامية على الطرق».
أما في ديالى شمال شرق بغداد، فقد أعلن رئيس مجلس المحافظة مثنى التميمي أن القوات الأمنية استكملت جزءا مهما من استعداداتها لضرب تنظيم داعش الإرهابي في قرى شمال المقدادية (شهربان) وقتل الإرهابيين بعد أن يتم تطويق المنطقة بالكامل .
وأوضح في تصريح أن قرار القيادات الأمنية والسياسية في محافظة ديالى هو محاصرة قرى شمال المقدادية والقضاء على تلك التنظيمات ومن يساعدها، والأيام المقبلة سوف تشهد خلو القضاء من الإرهاب والتفرغ لحفظ الأمن الداخلي في ديالى وتطهير المناطق المجاورة للمحافظة لإبعاد الإرهاب من التقرب إلى ديالى.
وبشأن الأنباء التي أشارت إلى تدخل بعض السياسيين لمنع القوات الأمنية من القيام بعملية عسكرية في قرى شمال المقدادية قال مثنى التميمي وهو عضو في أحزاب شيعية « ان الكل مجمع على توجيه ضربة للتنظيمات الإرهابية في المقدادية وان الاصوات التي تعترض على ذلك ماهي إلا أصوات فارغة وليس لها أي ثقل سياسي في المحافظة». 
وكان العديد من النواب والعشائر السنية قد رفضوا محاصرة المقدادية وقصفها بالمدفعية والهاونات مما تسبب في وقوع خسائر بين المدنيين وحركة نزوح واسعة لسكانها خوفا من المعارك المقبلة وتهديدات الميليشيات التي تهيمن على محافظة ديالى.